قال ابان بن صالح:خرجت يوما من عند انس بن مالك نتمشى فلما كنت بسوق البصره اذا باربعه من الرجال يحملون جنازه
فقلت:واعجبا اسواق البصره مشتكه بالناس ولم يصحب هذه الجنازه غير اربعه من الرجال!!!! لااكونن خامسهم فسرت معهم حتى اتوا الى الجبانه فقلت لهم: ياقوم اياكم ولي هذا الميت فليصل عليه؟
فقالوا:كلنا فيه سوء فتقدم انت فصل عليه فصليت عليه وواريناه التراب
فقلت لهم: بالله عليكم الا ماصدقتمونى بخبر هذا الميت
فقالو: مامنا من يعلم خبرا غير هذه المراة اكترتنا يعنى استاجرتنا
لحمله فالتفت اليها واذا ارا بامراة مقبله فجاءت حتى جلست عند القبر ساعه ثم قامت وهى تضحك
فقلت لها: يالله العجب امراة تضحك على قبر ميتها ؟
ثم قلت لها : بالله عليكم الا ما اخبرتنى مما ضحكت؟
فقالت: يا هذا مالك وما لا يعنيك ؟
قلت لها :اخبرينى فانى ابان خادم انس ابن مالك خادم رسول الله صلى الله وعليه وسلم
فقالت:يا ابان لو لم تكن ذاك ما اخبرتك بحديث ابدا اعلم ان هذا الميت ولدى وكان مسرفا على نفسه فلما كان البارحه اشتد الامر به
فنادى: يا اماه
فاجبته فقال : سالتك بالله الا ما فعلتى بى ما امرك به
فقلت له :قل ما بدا لك
فقال: اذا انا مت فلا تعلمى بى احدا من جيرانى وخذى خاتمى هذا وانقشى عليه: لااله الا الله محمد رسول الله
واجعليه بين جلدى وكفنى فاذا وضعت فى قبرى فضعى يدك على ضفيره شعرك وارفعيها الى الله واضرعى اليه ان يغفر لى
وقولى : الهى قد رضيت عنه فارض عنه
ثم قال :يا اماه قومى ثم ضعى رجلك اليمنى على حر وجهى
وقولى : هذا جزاء من عصى الله عز وجل
فقمت والله يا ابان ووضعت رجلى هذه المشئومه على حر وجهه
وجعلت انادى : هذا جزاء من عصى الله عز وجل فما رفعتها من على وجهه حتى مات
فاكتريت هؤلاء الاربعه فغسلوه وكفنوه وحملوه الى قبره وواروه كما رايت فلما انصرفو جعلت شعرى فى يدى كما قال ورفعته الى الله
وقلت : يا ارحم الراحمين يا اكرم الاكرمين يا خير منزول به قد علمت منا السر والعلن واطلعت على ما ظهر وبطن وقد توسل ولدى العاصى
المذنب الخاطى اليك برضا والدته المسكينه الذليله وقد رضيت عنه فارض عنه
فسمعت صوتا من داخل القبر
يقول : انصرفى يا اماه فقد قدمت على رب كريم وقد غفر لى ذنوبى
فهذا الذى اضحكنى